معجم لسان العرب
+
(أ) شنأ
- الشَّناءة مثل الشَّناعةِ: البُغْضُ شَنِئَ الشيءَ وشَنَأَه أَيضاً، الأَخيرة عن ثعلب، يَشْنَؤُهُ فيهم شَنْأً وشُنْأً وشِنْأً وشَنْأَةً ومَشْنَأً ومَشْنأَةً ومَشْنُؤَةً وشَنَآناً وشَنْآناً، بالتحريك والتسكين: أَبْغَضَه.
- وقرئَ بهما قوله تعالى: ولا يَجْرِمَنَّكم شَنآنُ قوم.
- فمن سكَّن، فقد يكون مصدراً كَلَيَّان، ويكون صفة كَسَكْرانَ، أَي مُبْغِضُ قوم.
- قال الجوهري: وهو شاذ في اللفظ لأَنه لم يجئْ شيءٌ من المصادر عليه.
- ومن حرَّك، فانما هو شاذ في المعنى لأَن فَعَلانَ إِنما هو من بِناءِ ما كان معناه الحركةَ والاضْطِرابَ كالضَّرَبانِ والخَفَقَانِ.
- التهذيب: الشَّنَآنُ مصدر على فَعَلان كالنَّزَوانِ والضَّرَبانِ.
- وقرأَ عاصم: شَنْآن، بإِسكان النون، وهذا يكون اسماً كأنه قال: ولا يَجْرِمَنَّكم بَغِيضُ قوم.
- قال أَبو بكر: وقد أَنكر هذا رجل من أَهل البصرة يُعرف بأَبي حاتم السِّجِسْتانِي معه تَعدٍّ شديدٌ وإِقدام على الطعْن في السَّلف.
- قال: فحكيت ذلك لأَحمد بن يحيى، فقال: هذا من ضِيقِ عَطَنِه وقلة معرفته، أَما سَمِعَ قولَ ذي الرُّمَّة فأَقْسِمُ، لا أَدْرِي أَجَوْلانُ عَبْرةٍ، * تَجُودُ بها العَيْنانِ، أَحْرَى أَمِ الصَّبْر قال: قلت له هذا، وإِن كان مصدراً ففيه الواو.
- فقال: قد قالت العرب وَشْكانَ ذا إِهالةً وحَقْناً، فهذا مصدر، وقد أَسكنه، الشَّنانُ، بغير همز، مثل الشَّنَآنِ، وأَنشد للأَ حوص وما العيْشُ إِلاَّ ما تَلَذُّ وتَشْتَهي، * وإِنْ لامَ فيه ذُو الشَّنانِ وفَنَّد سلمة عن الفرّاءِ: من قرأَ شَنَآنُ قوم، فمعناهُ بُغْضُ <ص:102 قومٍ.
- شَنِئْتُه شَنَآناً وشَنْآناً.
- وقيل: قوله شَنآنُ أَي بَغْضاؤُهم، ومَن قَرأَ شَنْآنُ قَوْم، فهو الاسم: لا يَحْمِلَنَّكم بَغِيضُ قَوْم ورجل شَنائِيةٌ وشَنْآنُ والأُنثى شَنْآنَةٌ وشَنْأَى.
- الليث: رج شَناءة وشَنائِيةٌ، بوزن فَعالةٍ وفَعالِية: مُبْغِضٌ سَيِّىءُ الخُلقُ وشُنِئَ الرجلُ، فهو مَشْنُوءٌ إِذا كان مُبْغَضاً، وإِن كان جميلاً ومَشْنَأٌ، على مَفْعَل، بالفتح: قبيح الوجه، أَو قبيح الـمَنْظَر، الواح والمثنى والجميع والمذكر والمؤنث في ذلك سواءٌ والمِشْناءُ، بالكسر ممدود، على مِثالِ مِفْعالٍ: الذي يُبْغِضُ الناسُ.
- عن أَبي عُبيد قال: وليس بِحَسن لأَن المِشْناءَ صيغة فاعل، وقوله: الذي يُبْغِضُه الناسُ، في قوَّة المفعول، حتى كأَنه قال: المِشْناءُ الـمُبْغَضُ، وصيغة المفعول لا يُعَبَّر بها(1 (1 قوله [ لا يعبر بها إلخ ] كذا في النسخ ولعل المناسب لا يعبر عنها بصيغة الفاعل.
- ) عن صيغة الفاعل، فأَمّا رَوْضةٌ مِحْلالٌ، فمعناه أَنها تُحِلُّ الناسَ، أَو تَحُلُّ بهم أَي تَجْعَلُهم يَحُلُّون، وليست في معنى مَحْلُولةٍ.
- قال ابن بري: ذكر أَبو عبيد أَنَّ الـمَشْنَأَ مثل الـمَشْنَعِ: القَبِيحُ الـمَنْظَر، وإِن كان مُحَبَّباً، والمِشْناءُ مثل المِشْناعِ: الذي يُبْغِضُه الناسُ، وقال علي بن حمزة: المِشْناءُ بالمدّ: الذي يُبْغِضُ الناسَ.
- وفي حديث أُم معبد: لا تَشْنَؤُه مِن طُولٍ.
- قال ابن الأَثير: كذا جاءَ في رواية أَي لا يُبْغَضُ لفَرْطِ طُولِهِ، ويروى لا يُتَشَنَّى من طُول، أُبْدل من الهمزة ياء وفي حديث علي كرَّم اللّه وجه: ومُبْغِضٌ يَحْمِله شَنَآني على أَن يَبْهَتَني وتَشانَؤُوا أَي تَباغَضوا، وفي التنزيل العزيز: إنَّ شانِئَك ه الأَبْتر.
- قال الفرَّاءُ: قال اللّه تعالى لنبيه صلى اللّه عليه وسلم: إِنّ شانِئك أَي مُبْغِضَك وعَدُوَّكَ هو الأَبْتَر.
- أَبو عمرو: الشَّانِئُ الـمُبْغِضُ.
- والشَّنْءُ والشِّنْءُ: البِغْضَةُ.
- وقالَ أَبو عبيدة في قوله ولا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنآن قوم، يقال الشَّنَآن، بتحريك النون، والشَّنْآنُ، بإِسكان النون: البِغْضةُ قال أَبو الهيثم يقال: شَنِئْتُ الرجلَ أَي أَبْغَضْته.
- قال: ولغة رديئ شَنَأْتُ، بالفتح.
- وقولهم: لا أَبا لشانِئك ولا أَبٌ أَي لِمُبْغِضِكَ قال ابن السكيت: هي كناية عن قولهم لا أَبا لك والشَّنُوءة، على فَعُولة: التَّقَزُّزُ من الشيءِ، وهو التَّباعدُ م الأَدْناس.
- ورجل فيه شَنُوءة وشُنُوءة أَي تَقَزُّزٌ، فهو مرة صف ومرة اسم.
- وأَزدُ شَنُوءة، قبيلة مِن اليَمن: من ذلك، النسبُ إليه شَنَئِيٌّ، أَجْرَوْا فَعُولةَ مَجْرَى فَعِيلةَ لمشابهتها اياها من عِدّ أَوجه منها: أَن كل واحد من فَعُولة وفَعِيلة ثلاثي، ثم إِن ثالث كل واحد منهما حرف لين يجري مجرى صاحبه؛ ومنها: أَنَّ في كل واحد من فَعُولة وفَعِيلة تاءَ التأْنيث؛ ومنها: اصْطِحابُ فَعُول وفَعِيل على الموضع الواحد نحوأَثُوم وأَثِيم ورَحُوم ورَحِيم، فلما استمرت حال فعولة وفعيلة هذا الاستمرار جَرَتْ واو شنوءة مَجرى ياءِ حَنِيفة، فكما قالوا حَنَفِيٌّ، قياساً، قالوا شَنَئِيءٌّ، قياساً.
- قال أَبو الحسن الأَخفش: فإِن قلت إنما جاءَ هذا في حرف واحد يعني شَنُوءة، قال: فإنه جميع ما جاءَ.
- قال ابن جني وما أَلطفَ هذا القولَ من أَبي الحسن، قال: وتفسيره أَن الذي جاءَ في فَعُولة هو هذا الحرف، والقياس قا بِلُه، قال: ولم يَأْتِ فيه شيءٌ يَنْقُضُه وقيل: سُمُّوا بذلك لشَنَآنٍ كان بينهم.
- وربما قالوا: أَزْد شَنُوَّة بالتشديد غير مهموز، ويُنسب إليها شَنَوِيٌّ، وقال: <ص:103 نَحْنُ قُرَيْشٌ، وهُمُ شَنُوَّهْ، * بِنا قُرَيْشاً خُتِمَ النُّبُوَّه قال ابن السكيت: أَزْدُ شَنُوءة، بالهمز، على فَعُولة ممدودة، ولا يقال شَنُوَّة.
- أَبو عبيد: الرجلُ الشَّنُوءة: الذي يَتَقَزَّزُ من الشيءِ قال: وأَحْسَبُ أَنَّ أَزْدَ شَنُوءة سمي بهذا.
- قال الليث: وأَزْد شَنُوءة أَصح الأَزد أَصْلاً وفرعاً، وأَنشد فَما أَنْتُمُ بالأَزْدِ أَزْدِ شَنُوءة، * ولا مِنْ بَنِي كَعْبِ بنِ عَمْرو بن عامِر أَبو عبيد: شَنِئْتُ حَقَّك: أَقْرَرْت به وأَخرَجْته من عندي.
- وشَنِئ له حَقَّه وبه: أَعْطاه إِيَّاه.
- وقال ثعلب: شَنَأَ إِليه حَقَّه: أَعطا إيَّاه وتَبَرَّأَ منه، وهو أَصَحُّ، وأَما قول العجاج زَلَّ بَنُو العَوَّامِ عن آلِ الحَكَمْ، * وشَنِئوا الـمُلْكَ لِمُلْكٍ ذي قِدَم فإنه يروى لِمُلْكٍ ولِمَلْكٍ، فمن رواه لِمُلْكٍ، فوجهه شَنِئوا أَ أَبْغَضُوا هذا الـمُلك لذلك الـمُلْكِ، ومَنْ رواه لِمَلْكٍ، فالأَجْود شَنَؤوا أَي تَبَرَّؤُوا به إِليه.
- ومعنى الرجز أَي خرجوا من عندهم وقَدَمٌ: مَنْزِلةٌ ورِفْعةٌ.
- وقال الفرزدق ولَوْ كانَ في دَيْنٍ سِوَى ذا شَنِئْتُمُ * لَنا حَقَّنا، أَو غَصَّ بالماء شارِبُه وشَنِئَ به أَي أَقَرَّ به.
- وفي حديث عائشة: عليكم بالـمَشْنِيئة النافعةِ التَّلْبِينةِ، تعني الحَساء، وهي مفعولةٌ من شَنِئْتُ أَ أَبْغَضْتُ.
- قال الرياشي: سأَلت الأَصمعي عن الـمَشْنِيئةِ، فقال: البَغِيضةُ قال ابن الأَثير في قوله: مَفْعُولةٌ من شَنِئْتُ إِذا أَبْغَضْتَ، ف الحديث.
- قال: وهذا البِناءُ شاذ.
- قان أَصله مَشْنُوءٌ بالواو، ولا يقال في مَقْرُوءٍ ومَوْطُوءٍ مَقرِيٌّ ومَوْطِيٌّ ووجهه أَنه لما خَفَّفَ الهمزة صارت ياءً، فقال مَشْنِيٌّ كَمَرْضيٍّ، فلما أَعادَ الهمزة اسْتَصْحَبَ الحالَ الـمُخَفَّفة.
- وقولها :التَّلْبينة: هي تفسير الـمَشْنِيئةِ، وجعلتها بَغِيضة لكراهتها.
- وفي حديث كعب رضي اللّه عنه: يُوشِكُ أَن يُرْفَعَ عنكم الطاعونُ ويَفِيضَ فيكم شَنَآنُ الشِّتاءِ.
- قيل: ما شَنآنُ الشِّتاءِ قال: بَرْدُه؛ اسْتعارَ الشَّنآنَ للبَرْد لأَنه يَفِيضُ في الشتاء.
- وقيل أَراد بالبرد سُهولة الأَمر والرّاحَة، لأَن العرب تَكْنِي بالبرد ع الرَّاحة، والمعنى: يُرْفَعُ عنكم الطاعونُ والشِّدَّةُ، ويَكثر فيك التَّباغُضُ والراحةُ والدَّعة وشَوانِئُ المال: ما لا يُضَنُّ به.
- عن ابن الأَعرابي من تذكرة أَبي علي قال: وأَرى ذلك لأَنها شُنِئَت فجِيدَ بها فأَخْرجه مُخرَج النَّسب، فجاءَ به على فاعل والشَّنَآنُ: من شُعَرائهم، وهو الشَّنَآنُ بن مالك، وهو رجل من بني معاوية من حَزْنِ بن عُبادةَ.
(ب) مشن
- المَشْنُ: ضَرْب من الضرب بالسياط.
- يقال: مشَنَه ومَتَنه مَشَنات أَي ضربات.
- مَشَنه بالسوط يَمْشُنه مَشْناً: ضربه كمَشَقه.
- اب الأَعرابي: يقال مَشَقْتُه عشرين سوطاً ومَتَخْته ومَشَنْتُه، وقال: زَلَعْتُه بالعين، وشَلَقْتُه.
- ويقال: مَشَنَ ما في ضرْعِ الناقة ومَشَقه إذا حلب أَبو تراب عن الكلابي: امْتَشَلْتُ الناقة وامتَشَنْتُها إذا حلبتها ومَشَّنَتِ الناقةُ تَمْشِيناً دَرَّتْ كارهة.
- والمَشْنُ: الخَدْشُ.
- ومَشَنَن الشيءُ: سحَجَني وخَدَشني؛ قال العجاج وفي أَخادِيدِ السِّياط المَشْن ونسبه ابن بري لرؤبة؛ قال وصوابه وفي أَخادِيدِ السِّياطِ المُشَّن شافٍ لبَغْيِ الكَلِب المُشَيْطَن قال: والمُشَّنُ جمع ماشن، والمَشْنُ: القَشْرُ، يريد: وفي الضر بالسياط التي تَخُدُّ الجلد أَي تجعل فيه كالأَخاديد.
- والكَلِبُ المُشَيْطَنُ المُتَشَيْطِن.
- ابن الأَعرابي: المَشْنُ مسح اليد بالشيء الخشن، والعر تقول: كأَن وجهه مُشِنَ بقَتادةٍ أَي خُدِش بها، وذلك في الكراهة والعُبو والغضب.
- ابن الأَعرابي: مَرَّتْ بي غِرارَةٌ فمَشَنَتْني، وأَصابتن مَشْنةٌ، وهو الشيء له سعة ولا غَوْرَ له، فمنه ما بَضَّ منه دم، ومنه ما ل يجرح الجلد.
- يقال منه: مَشَنه بالسيف إذا ضربه فقشر الجلد، قال أَب منصور: سمعت رجلاً من أَهل هَجَرَ يقول لآخر: مَشِّنِ الليفَ أَي مَيِّشْ وانْفُشْه للتَّلْسين، والتلسين: أَن يُسَوَّى الليف قطعة قطعة ويضم بعضه إلى بعض.
- ومَشَنَ المرأَة: نكحها.
- وامرأَة مِشَانٌ: سليطةٌ مشاتِمَةٌ قال وهَبْتَه من سَلْفَعٍ مِشَانِ كذِئبَة تَنْبَحُ بالرُّكْبان أَي وهَبْتَ يا رب هذا الولد من امرأَة غير مرضية.
- والمِشانُ من النساء السليطة المُشاتمة وتَماشَنا جِلْدَ الظَّرِبان إذا اسْتَبّا أَقْبح ما يكون من السِّباب حتى كأَنهما تنازعا جلد الظَّرِبان وتجاذباه؛ عن ابن الأَعرابي أَبو تراب: إن فلاناً ليَمْتَشُّ من فلان ويَمْتَشِنُ أَي يُصِيب منه ويقال: امْتشِنْ منه ما مَشَنَ لك أَي خذ ما وجدت.
- وامتَشَنَ ثوبه انتزعه.
- وامتَشَنَ سيفه: اخترطه وامتَشَنْتُ الشيء: اقتطعته واخْتَلسته وامتَشَنَ الشيء: اختطفه؛ عن ابن الأَعرابي والمُِشَانُ: نوع من التمر.
- وروى الأَزهري بسنده عن عثمان بن عبد الوها الثَّقَفي قال: اختلف أَبي وأَبو يوسف عند هرون فقال أَبو يوسف أَطْيَبُ الرُّطَبِ المُشانُ، وقال أَبي: أَطيب الرطب السُّكَّرُ، فقال هرون يُحْضَرانِ، فلما حَضَرا تناول أَبو يوسف السُّكَّرَ فقلت له: ما هذا فقال: لما رأَيت الحقَّ لم أَصبر عنه.
- ومن أَمثال أَهل العراق: بِعلَّة الوَرَشانِ تأْكُلُ الرُّطَبَ المُشانَ، وفي الصحاح: تأْكل رُطَبَ المُشانِ بالإضافة، قال: ولا تقل تأْكل الرُّطَبَ المُشانَ؛ قال ابن بري: المُشان نوع من الرطب إلى السواد دقيق، وهو أَعجمي، سماه أَهل الكوفة بهذا الاس لأَن الفُرْسَ لما سمعت بأُمِّ جِرْذان، وهي نخلة كريمة صفراء البُسْر والتمر؛ ويقال: إن النبي، صلى الله عليه وسلم، دعا لها مرتين، فلما جا الفُرْسُ قالوا: أَين مُوشانُ؟ والمُوشُ: الجُرَذُ، يريدون أَين أُ الجِرْذانِ، وسميت بذلك لأَن الجِرْذان تأْكل من رطبها لأَنها تلقط كثيراً.
- والمِشَانُ: اسم رجل، والله أَعلم.
ترجمة تشانتي باللغة الإنجليزية
تشانتي
Chantey